سبتمبر 2012
القضاء على الابل في استراليا |
بقلم: هويدا عبدالحميد
عانت الثروة الحيوانية الأمرين خلال الفترة السابقة وما زالت تداعيات الأزمة مستمرة سواء كانت ناتجة عن أمراض أو ارتفاع تكلفة الأعلاف أو جشع التجار الوسطاء والعديد والعديد من الأسباب. لذا كان يجب البحث عن مصدر آخر يمكن الاعتماد عليه كبروتين حيوانى ولا يتأثر بالتغيرات المناخية ويتحمل الظروف البيئية القاسية. واستقرت الآراء عالمياً على الإبل وأطلقوا عليه حيوان المستقبل.
بداية أوضح الدكتور حمدى قنديل أستاذ تغذية الحيوان بمركز بحوث الصحراء ورئيس الجمعية المصرية لعلوم الإبل أهم مخاطر التغيرات المناخية على مستقبل إنتاج الإبل. وتساءل هل التغيرات المناخية تؤثر على الثروة الحيوانية وتتأثر بها؟! مشيراً الى أن تأثير المناخ على الثروة الحيوانية يعنى فى الأساس قدرة الحيوانات فى المحافظة على درجة حرارة الجسم فى المدى الحرارى المناسب لاستمرار الحياة والإنتاج وعلى الماء الموجود بجسم الحيوان.
عانت الثروة الحيوانية الأمرين خلال الفترة السابقة وما زالت تداعيات الأزمة مستمرة سواء كانت ناتجة عن أمراض أو ارتفاع تكلفة الأعلاف أو جشع التجار الوسطاء والعديد والعديد من الأسباب. لذا كان يجب البحث عن مصدر آخر يمكن الاعتماد عليه كبروتين حيوانى ولا يتأثر بالتغيرات المناخية ويتحمل الظروف البيئية القاسية. واستقرت الآراء عالمياً على الإبل وأطلقوا عليه حيوان المستقبل.
بداية أوضح الدكتور حمدى قنديل أستاذ تغذية الحيوان بمركز بحوث الصحراء ورئيس الجمعية المصرية لعلوم الإبل أهم مخاطر التغيرات المناخية على مستقبل إنتاج الإبل. وتساءل هل التغيرات المناخية تؤثر على الثروة الحيوانية وتتأثر بها؟! مشيراً الى أن تأثير المناخ على الثروة الحيوانية يعنى فى الأساس قدرة الحيوانات فى المحافظة على درجة حرارة الجسم فى المدى الحرارى المناسب لاستمرار الحياة والإنتاج وعلى الماء الموجود بجسم الحيوان.
أما
تأثير الثروة الحيوانية على المناخ فهى تعنى الطاقة والغذاء والماء. كما أن هناك
شعارا بيئيا عالميا يقول «لحم أحمر ولبن أقل = حرارة أقل» وشعار البشرية فى
استراليا «لا للحوم الإبل لا لألبان الإبل خوفا من الاحتباس الحرارى والتخلف
الحضاري».
وشعار البشرية فى فرنسا وألمانيا «لا للحوم البقر. لا لمنتجات الألبان».
وأوصى بعض الباحثين الألمان سكان العالم بأكل لحوم الدجاج والخنازير بدلاً من لحوم الأبقار.
وأضاف قنديل أنه بسبب التغيرات المناخية حدثت ظاهرة الاحتباس الحرارى مما أدى الى ارتفاع تدريجى فى درجات الحرارة بالغلاف الجوى المحيط بالأرض بالقرب من الطبقة السفلى بسبب زيادة انبعاث الغازت ومن أهمها غاز الميثان الذى يتكون من تفاعلات ميكروبية ناتجة من الزراعات التى تحتاج الى رى غريز وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات ومياه المستنقعات.
ولذا نجد أن التغيرات المناخية أثر شديداً على الدول النامية بسبب اعتماد السكان فى معيشتهم على الموارد الطبيعية "زراعة وتربية دواجن وحيوانات" وهى من أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية للتغيرات المناخية. وهذا يؤثر على النواحى الاقتصادية والسلوكية والصحية والاجتماعية للسكان.
وأشار الى أن الدراسات وتقديرات علماء البيئة فى العالم أكدت أن غازات الاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة قد يساهم فى زيادة خطر انقراض بعض الأجناس وتدهور التنوع الحيوي. كما أن ربع أنواع الحيوانات والنباتات التى نعرفها سوف تنقرض بنهاية عام 2050 من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري. ويؤدى هذا الاحتباس الى انخفاض كمية الأمطار فتتصحر الأراضى وكذلك يتفاعل ثانى أكسيد الكربون فى الجو مع الماء فتنتج أمطار حمضية. وتبلغ الإبقاء على الارتفاع فى درجات الحرارة فى إطار درجتين مئويتين تبلغ 12% من الناتج الاجمالى المحلى العالمي.
وأضاف أن العالم بحاجة الى خفض انبعاثاته السنوية من ثانى أكسيد الكربون (50%) حتى عام 2050 من أجل السيطرة على ارتفاع درجة حرارة الأرض. بالإضافة الى أن الدراسات قد أكدت أيضاً أن تركيزات غاز الميثان فى الجو تضاعفت بنسبة (150%) تقريباً منذ عام 1750 وتجاوزت الآن الحدود الطبيعية. كما أن غاز ثانى أكسيد الكربون يشكل (70%) من حجم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى فى حين يشكل الميثان (23%) وتسهم زراعة الأرز بنحو (20%) من انبعاثات غاز الميثان.
وهو أشد تأثيراً من ثانى أكسيد الكربون بواقع 23 مرة فى قدرته على احتجاز الحرارة داخل الغلاف الجوى للأرض المنبعثة من الفضلات الحيوانية ومن مناجم الفحم أو الغازات المتسربة من أنابيب الغاز. وهو لا يبقى فى الجو أكثر من ثمانى سنوات بينما يبقى غاز ثانى أكسيد الكربون أكثر من 100 سنة.
وفى عام 2002 أنتجت الماشية 2.3 بليون طن من ثانى أكسيد الكربون و104ملايين طن من الميثان. ففى فرنسا قدرت كمية الغازات المنبعثة من كرش الأبقار بحوالى 26 مليون طن من غازات الاحتباس الحرارى أما روث الأبقار فينتج عنه انبعاث 12 مليون طن بينما مصافى البترول تبعث 13 مليون طن. وكل كيلو جرام من لحم البقر ينتج مابين 13-30 كيلو جراما من غاز الميثان.
وتساءل هل الإبل مهيئة للتغيرات المناخية القادمة/ وهل تمتلك الصفات الوراثية والتشريحية والفسيولوجية والسلوكية التى تمكنها من التأقلم والتناسل والإنتاج الاقتصادى تحت الظروف البيئية المحيطة والمتغيرة بجميع مشتملاتها؟! فعلى سبيل المثال ما حدث فى موريتانيا فى السنوات الأخيرة من قحط وجفاف لمناطق المراعى الطبيعية لعدم سقوط الأمطار وبعد الحصر المبدئى لنسبة نفوق الحيوانات. وجد أن نسبة نفوق الإبل حوالى 7% بينما فى الأبقار حوالى 30% لذلك تبدو الأهمية المتميزة للإبل فى المناطق الصحراوية الجافة.
وأكد أن الخصائص التشريحية والفسيولوجية والسلوكية التى تمكن الإبل من التكيف مع الظروف البيئية الصحراوية والتغيرات المناخية. فعلى سبيل المثال خلايا الدم الحمراء بيضاوية الشكل ليست بها نواة حيث تبقى ثابتة ولا تنفجر عندما تشرب الإبل الماء بكميات كبيرة بعد فترة حرمان من الماء ويرجع ذلك الى قدرة الخلايا على تغيير شكلها وثباتها ضد انخفاض الضغط الاسموزي. فضلاً عن أن تعرض الإبل لظروف الحرمان من الماء يفقدها نسبة من حجم بلازما الدم وهذه النسبة أقل عن الحيوانات المزرعية الأخرى تحت نفس الظروف. وعند تعرضها للعطش تمتص اليوريا من الكلية وتعيدها مرة ثانية الى الدم بحيث يخرج البول خالياً من اليوريا وترتفع فى الدم حيث ان اليوريا مادة جاذبة للرطوبة ولذلك فإن الإبل تحفظها فى دمها لتحافظ بها على حجم بلازما الدم ولتنقلها الى خلايا الجسم لجذب الماء إليها. بالإضافة الى أنها تفقد نسبة تصل الى 25% من وزن الجسم عند تعرضها للعطش حتى يحافظ الحيوان على سيولة وحركة الدم ويؤدى وظائفه بحيوية مرتفعة. وعند ارتفاع درجة الحرارة تخفض الإبل نسبة افراز هرمون الغدة الدرقية وبالتالى انخفاض كمية الحرارة المتولدة من التمثيل الغذائى كما أن الغدد العرقية أكثر عمقا تحت الجلد وتبدأ عملية العرق بعد وصول درجة حرارة الجسم الى الدرجة الحرجة 41م حيث يتبخر العرق من خلال الجسم وبذلك يساعد على فقدان الحرارة من سطح الجلد.
وتتميز الإبل بقدرتها على إعادة امتصاص الماء بدرجة كبيرة إضافة الى ذلك فالإبل لها القدرة على إخراج روث تقل فيه نسبة الرطوبة. ووظيفة الكلى فى احتجاز الماء وقدرتها على تركيز البول ويظهر ذلك فى حلة الإبل المعرضة للعطش. أيضا تبين أن كلى الإبل لها القدرة على إخراج الملح بتركيز أكثر من تركيز ملوحة ماء البحر وذلك فى حالة اعتماد الإبل فى غذائها على النباتات الملحية. ويمكن للإبل تخزين 25% من وزنها ماء فى المعدة والأمعاء. والشق الطولى فى الشفة العليا يصل بين الأنف والغم لتجميع الرطوبة من أمام الأنف إلى الفم. ولدى الإبل غدد دمعية نشطة تفرز الدموع باستمرار لنظافة العيون من الرمال والأتربة وأى شوائب عالقة بالجو.
وتمتلك الإبل حاسة نظر قوية مما يمكنها من الرعى ليلاً خصوصا مع اعتدال درجة حرارة الجو. وسمك طبقة الجلد يساعد على حماية الجسم من الحرارة والأشعة التى تنبعث من الرمال الساخنة. والسنام هى مخزن للدهن وليست للماء فهى مصدر للطاقة فى حالات النقص الغذائي.
- "التخلص منها باستراليا"
وعن كيفية تصرف بعض الدول للتغلب على مشكلة التغيرات المناخية التى سببها الحيوان. قال: لكل دولة ظروفها فعلى سبيل المثال استراليا يتوقع أن يتضاعف عدد الإبل فيها مرة كل سبع سنوات وهذا ما يثير قلق المسئولين عن البيئة.
ولذلك وضعت خطة قومية للتعامل مع الإبل البرية تتلخص فى رصد مبلغ 19 مليون دولار لقيام إحدى الشركات المتخصصة بالتخلص من نحو 350 ألف رأس من الإبل خلال السنوات الأربع القادمة عن طريق إطلاق النار عليها من طائرات الهليكوبتر. ولتشجيع السكان على تناول لحوم الإبل (1.5) مليون رأس وذلك للمساعدة فى الحفاظ على حرارة الأرض والبيئة. جعل الكانجرو (35 مليون رأس) الغذاء الأساسى للاستراليين بدلاً من الأغنام والأبقار وذلك لحماية طبقة الأوزون حيث يقال أن حيوان الكانجرو يمتلك جهاز هضم أكثر احتراماً للبيئة. وضرورة مراقبة ورصد تطور أعداد الإبل وقتل أعداد منها لإنقاذ المناخ "الإبل منتج كبير للتلوث" وإصدار ائتمان الكربون لصيادى الإبل بقيمة 75 دولاراً عن كل جمل برى يصطادونه.
أحد الحلول لمشكلة الاحتباس الحرارى فى استراليا جعل الإبل والأبقار تتصرف بطريقة مشابهة لحيوان الكانجرو الذى تشتهر به البلاد وكلاهما من أكلة الأعشاب حيث تتجشأ الأبقار بكميات هائلة من غاز الميثان الناتج عن هضم الغذاء. ولا تطلق حيوانات الكانجرو أى قدر من تلك الغازات.
وأشار قنديل الى أن هناك خيارات خفض انبعاث غاز الميثان. من أهمها مادة "الأوميجا 3" الموجودة فى زيت السمك (2%) حيث أنها تقلل من انبعاث غاز الميثان من الحيوان لتأثير زيت السمك على البكتيريا المنتجة لغاز الميثان مما يؤدى الى تقليل انبعاث هذا الغاز.
وإطلاق الحيوانات فى المراعى بدلاً من إعداد علائق العلف المكثفة فى الحظائر عن طريق تغيير الغذاء الحيوانى يمكن خفض الانبعاثات الغازية بنسبة قد تصل إلى 40% وتخفيض ما يستهلكه الفرد من اللحوم على مستوى العالم فى مائة جرام فى اليوم الى 90 جراماً وذلك للمحافظة على ثبات نسبة الغازات التى تنتجها الماشية.
ومن الكوميديا حل غير تقليدى تركيب أقنعة على الفم لامتصاص الغازات وشواطات فى مؤخرة الحيوان.
- "جمعية علوم الإبل"
وعن التفكير فى إنشاء جمعية لعلوم الإبل قال أنها بدأت منذ 19-6-2007 ومقرها مركز بحوث الصحراء لمحاولة انتصار هذا الحيوان الذى تعرض لظلم كبير من قبل الباحثين والمربين والمستهلكين لفترات طويلة على الرغم من أن وطننا العربى يمتلك 26% من إجمالى الإبل فى العالم التى يقدر عددها بأكثر من 11 مليون رأس حول العالم. فضلا عن انه حيوان يتأقلم مع الظروف الصعبة.
والجمعية تضم مجموعة من العلماء والباحثين فى مراكز البحوث والجامعات المصرية علاوة على بعض المربين وقد وصل عدد الأعضاء حتى الآن إلى 188 عضوا.
وتهدف الجمعية إلى تنمية الإبل فى مصر والوطن العربى من خلال العمل وعلى رفع إنتاجها من اللحوم والألبان وإنشاء قاعدة بيانات لجميع البحوث والدراسات فى مجال الإبل. فضلا عن التنسيق مع الهيئات العلمية الإقليمية والدولية المهتمة بالإبل بالإضافة إلى الاهتمام بمشاكل المربين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.
"النظم المبتكرة"
ومن جانبه أوضح د. خالد البحيرى بشعبة الإنتاج الحيواني والداجنى بمركز بحوث الصحراء. أن هناك مشروع تعزيز النظم المبتكرة فى تربية الإبل وتنمية القطاعات المحلية لمنطقة السواحل الإقليمية للتنمية المستدامة. والذى اعتمد على انه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض فى العالم وزيادة نسبة التصحر يمكن للإبل فقط البقاء على قيد الحياة باعتبارها أفضل الماشية لمشاريع الزراعة المستدامة والإنتاج الحيوانى فى ظل هذه الظروف القاسية.
ويهدف البرنامج الى النهوض بالتنمية الاقتصادية ـ الاجتماعية ودعم الأقاليم الجنوبية من خلال التركيز على البحث والابتكار وتعزيز سياسات التخطيط الإقليمي. فضلا عن النهوض بالتنمية البيئية على مستوى حوض المتوسط وذلك من خلال المحافظة على الإرث الطبيعى المشترك وتخفيض عوامل الحظر على البيئة. والبرنامج ممول من الاتحاد الأوروبي مع دول شمال البحر المتوسط ومعهد الدراسات القاحلة فى تونس ومركز بحثى بفرنسا. وسيستمر المشروع 4 سنوات علماً بأنه بدأ من يناير 2012 وتحسين ظروف وأنماط تنقل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال من خلال تعزيز النواحى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للدول الواقعة على شواطئ البحر المتوسط. فضلاً عن تشجيع الحوار الثقافى من خلال دعم التبادل والتدريب وتنمية الشباب.
وأضاف البحيرى أن مصر تقع على مساحة مليون كم2 ضمن حزام المناطق القاحلة للغاية والتى تمتد فى شمال افريقيا وجنوب شرق أسيا. وتمثل الصحراء 95% من المساحة الكلية بسبب الزيادة السكانية فى الوادى والدلتا ولذا تم التفكير فى استصلاح الأراضى الصحراوية وقد ركز مركز بحوث الصحراء على ذلك لإدارة الموارد الطبيعية وإعادة تأهيل المناطق الصحراوية. من خلال مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح. والجمعية المصرية للتنمية ونقل التكنولوجيا. والسلطات الحكومية التى تشارك فى التوزيع والاستدامة لأنشطة المشروع فى المنطقة المستهدفة.
وقد تم رسم الخرائط الرقمية من التوزيع المكانى لصفات التربة وخصائص المياه وأنواع التوزيعات فى الساحل الشمالى الغربى بمصر.
- "حيوان المستقبل"
وأرجع د. البحيرى اهتمام الأوروبيين بالإبل باعتبارها حيوان المستقبل لبن ولحم وفوائد اقتصادية كثيرة نظرا للتصحر وارتفاع درجة الحرارة التى من الممكن أن تصيب أرضيهم فى المستقبل. كما أنهم يرون أن الإبل تستطيع التأقلم مع تلك الظروف الصعبة والجفاف فقد أكدت وكالة ناسا أن الإبل تستطيع أن تتحمل درجة حرارة تصل إلى 110م وتنخفض درجة حرارة رأس الجمل الى 20م لأن بها مجارى هوائية. وبالرغم من ذلك هناك دول مثل استراليا تتخلص منها ولديها مجازر تقوم بتقطيع تلك الجمال وتصديرها للدول الأخرى.
- "أنشطة المشروع"
وعن أهم أنشطة المشروع قال: انه يعمل على تطوير الإنتاجية الخاصة للإبل من خلال التناسل وكيفية الحقن المجهري، وتجهيز بعض التحاليل الخاصة بالإبل. تحسين مستوى السائل المنوي وعمليات التلقيح. وتطوير العمليات والتوصيف الجيني. بالإضافة الى تطوير إنتاجية الألبان وإدخال طرق الحلب الالى وتطوير عمليات التصنيع الخاصة بألبان الإبل ومن الممكن التعاون مع الشركات لكى يكون على مستوى تجارى جيد. فضلا عن عمل تدريب خلال فترة المشروع على مستوى الزراعيين والبيطريين والمهتمين بهذا المجال.
- "برامج وقائية"
وأضاف د. محمد أحمد بلاطة رئيس شعبة الإنتاج الحيوانى والداجني. أن الشعبة تهتم بتقييم فسيولوجي الاجترار فى الابل تحت نظم غذائية ورعوية مختلفة وتقييم الاحتياجات الغذائية للابل خلال المراحل الفسيولوجية المختلفة. وتقييم برامج غذائية لتسمين الجدعات على المخلفات الزراعية والنباتات المحلية وتقييم انتاجية الابل تحت نظم غذائية ورعوية. كما يتم تحديد التوصيف الوراثى لسلالات الإبل فى المناطق الصحراوية باستخدام الوراثة الجزيئية فضلا عن توصيف وتقييم نظم الإنتاج المختلفة بالمناطق الصحراوية. بالإضافة الى تقييم الخواص المناعية لألبان الابل بالمراعى الطبيعية وتطوير تقنيات تصنيع لحوم وألبان الابل الى منتجات عالية المذاق والجودة ونقل التقنيات المناسبة بتصنيع ألبان ولحوم الابل الى المناطق الصحراوية. وتبنى البرامج الوقائية والعلاجية للامراض الوافدة التى تصيب الابل بالمناطق الصحراوية. وحصر ومعالجة مصادر التلوث البيئى ومصادر السموم التى تؤثر على إنتاجية الابل وانتشارها. وقد توصلت الأبحاث الى تحديد التوصيف الوراثى لقطعان الإبل بالساحل الشمالى الغربى باستخدام البصمة الوراثية، وتقييم الاحتياجات الغذائية للابل خلال المراحل الفسيولوجية والإنتاجية المختلفة. والتغلب على المعوقات السلوكية والطبيعية للجمال وجمع وتجميد وحفظ سائلها المنوى وتوفير اللقاحات المختلفة.
- "مزرعة متكاملة"
وقال د. حسن الشاعر بشعبة الانتاج الحيوانى بمركز بحوث الصحراء انه يجب رفع انتاجية خلال 10ـ 20 سنة القادمة من خلال التسمين الوراثى والرعاية البيطرية والتفكير أيهما أفضل. كما يجب إنشاء مزرعة متكاملة للابل فى إحدى محطات المركز بالمحافظات. فضلا عن إنشاء قاعدة بيانات حول أعداد الجمال وانتاجها من اللبن. لاسيما أن لدينا حوالى 140 ـ 160 ألف رأس ونحن نستورد 240 ألف رأس من السودان. ونحتاج إدخال الابل فى منظومة الانتاجية.
- "الإبل والتنمية"
ومن ناحية أخرى أكد د. محمد فرج أستاذ مساعد إنتاج وتكنولوجيا اللحوم بمركز بحوث الصحراء. أن الإبل تلعب دورا كبيرا فى التنمية فى ظل المتغيرات المناخية المحتملة حيث حباها الله بمزايا تنفرد بها دون غيرها من الحيوانات المزرعية كالابقار والجاموس والأغنام والماعز. وتستطيع الابل التكيف الحراري، الاحتفاظ بالماء والطاقة الموجودة بالجسم والانتاج الوفير والغزير والاقتصاد فى استخدام الموارد الطبيعية الصحراوية المحدودة من المياه والغذاء. كما تتم الاستفادة من النباتات المنخفضة الاستغاثة والمنخفضة فى قيمتها الغذائية والمحلية.
الى جانب ذلك فإن ألبانها لها قيمة غذائية للانسان لاحتوائها على 4 أضعاف محتوى ألبان الأبقار والجاموس من فيتامين "ج" والمسئول عن رفع كفاءة الجهاز المناعى للانسان. لذلك تمثل الابل أهم عناصر المنظومة الصحراوية وهى حيوان الأمن الغذائى لحياة الصحراء فى ظل التغيرات المناخية التى بدأت اثارها تغزو العديد من دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا وما يصاحبها من ظواهر التصحر كتدهور خواص التربة وارتفاع مستوى ملوحتها واختفاء الغطاء النباتى للمراعى الطبيعية فضلا عن انخفاض معدل الأمطار السنوية. ونتيجة لذلك ظهرت نباتات جديدة بمناطق المراعى الطبيعية وهى النباتات الملحية التى تتحمل ملوحة التربة والمياه وهى غالبا نباتات مختلفة فى درجة استساغتها ولا تقبل عليها إلا الابل دون ان يتأثر إنتاجها من اللحوم والألبان والوبر مقارنة بالحيوانات المزرعية الأخرى.
وشعار البشرية فى فرنسا وألمانيا «لا للحوم البقر. لا لمنتجات الألبان».
وأوصى بعض الباحثين الألمان سكان العالم بأكل لحوم الدجاج والخنازير بدلاً من لحوم الأبقار.
وأضاف قنديل أنه بسبب التغيرات المناخية حدثت ظاهرة الاحتباس الحرارى مما أدى الى ارتفاع تدريجى فى درجات الحرارة بالغلاف الجوى المحيط بالأرض بالقرب من الطبقة السفلى بسبب زيادة انبعاث الغازت ومن أهمها غاز الميثان الذى يتكون من تفاعلات ميكروبية ناتجة من الزراعات التى تحتاج الى رى غريز وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات ومياه المستنقعات.
ولذا نجد أن التغيرات المناخية أثر شديداً على الدول النامية بسبب اعتماد السكان فى معيشتهم على الموارد الطبيعية "زراعة وتربية دواجن وحيوانات" وهى من أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية للتغيرات المناخية. وهذا يؤثر على النواحى الاقتصادية والسلوكية والصحية والاجتماعية للسكان.
وأشار الى أن الدراسات وتقديرات علماء البيئة فى العالم أكدت أن غازات الاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة قد يساهم فى زيادة خطر انقراض بعض الأجناس وتدهور التنوع الحيوي. كما أن ربع أنواع الحيوانات والنباتات التى نعرفها سوف تنقرض بنهاية عام 2050 من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري. ويؤدى هذا الاحتباس الى انخفاض كمية الأمطار فتتصحر الأراضى وكذلك يتفاعل ثانى أكسيد الكربون فى الجو مع الماء فتنتج أمطار حمضية. وتبلغ الإبقاء على الارتفاع فى درجات الحرارة فى إطار درجتين مئويتين تبلغ 12% من الناتج الاجمالى المحلى العالمي.
وأضاف أن العالم بحاجة الى خفض انبعاثاته السنوية من ثانى أكسيد الكربون (50%) حتى عام 2050 من أجل السيطرة على ارتفاع درجة حرارة الأرض. بالإضافة الى أن الدراسات قد أكدت أيضاً أن تركيزات غاز الميثان فى الجو تضاعفت بنسبة (150%) تقريباً منذ عام 1750 وتجاوزت الآن الحدود الطبيعية. كما أن غاز ثانى أكسيد الكربون يشكل (70%) من حجم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى فى حين يشكل الميثان (23%) وتسهم زراعة الأرز بنحو (20%) من انبعاثات غاز الميثان.
وهو أشد تأثيراً من ثانى أكسيد الكربون بواقع 23 مرة فى قدرته على احتجاز الحرارة داخل الغلاف الجوى للأرض المنبعثة من الفضلات الحيوانية ومن مناجم الفحم أو الغازات المتسربة من أنابيب الغاز. وهو لا يبقى فى الجو أكثر من ثمانى سنوات بينما يبقى غاز ثانى أكسيد الكربون أكثر من 100 سنة.
وفى عام 2002 أنتجت الماشية 2.3 بليون طن من ثانى أكسيد الكربون و104ملايين طن من الميثان. ففى فرنسا قدرت كمية الغازات المنبعثة من كرش الأبقار بحوالى 26 مليون طن من غازات الاحتباس الحرارى أما روث الأبقار فينتج عنه انبعاث 12 مليون طن بينما مصافى البترول تبعث 13 مليون طن. وكل كيلو جرام من لحم البقر ينتج مابين 13-30 كيلو جراما من غاز الميثان.
وتساءل هل الإبل مهيئة للتغيرات المناخية القادمة/ وهل تمتلك الصفات الوراثية والتشريحية والفسيولوجية والسلوكية التى تمكنها من التأقلم والتناسل والإنتاج الاقتصادى تحت الظروف البيئية المحيطة والمتغيرة بجميع مشتملاتها؟! فعلى سبيل المثال ما حدث فى موريتانيا فى السنوات الأخيرة من قحط وجفاف لمناطق المراعى الطبيعية لعدم سقوط الأمطار وبعد الحصر المبدئى لنسبة نفوق الحيوانات. وجد أن نسبة نفوق الإبل حوالى 7% بينما فى الأبقار حوالى 30% لذلك تبدو الأهمية المتميزة للإبل فى المناطق الصحراوية الجافة.
وأكد أن الخصائص التشريحية والفسيولوجية والسلوكية التى تمكن الإبل من التكيف مع الظروف البيئية الصحراوية والتغيرات المناخية. فعلى سبيل المثال خلايا الدم الحمراء بيضاوية الشكل ليست بها نواة حيث تبقى ثابتة ولا تنفجر عندما تشرب الإبل الماء بكميات كبيرة بعد فترة حرمان من الماء ويرجع ذلك الى قدرة الخلايا على تغيير شكلها وثباتها ضد انخفاض الضغط الاسموزي. فضلاً عن أن تعرض الإبل لظروف الحرمان من الماء يفقدها نسبة من حجم بلازما الدم وهذه النسبة أقل عن الحيوانات المزرعية الأخرى تحت نفس الظروف. وعند تعرضها للعطش تمتص اليوريا من الكلية وتعيدها مرة ثانية الى الدم بحيث يخرج البول خالياً من اليوريا وترتفع فى الدم حيث ان اليوريا مادة جاذبة للرطوبة ولذلك فإن الإبل تحفظها فى دمها لتحافظ بها على حجم بلازما الدم ولتنقلها الى خلايا الجسم لجذب الماء إليها. بالإضافة الى أنها تفقد نسبة تصل الى 25% من وزن الجسم عند تعرضها للعطش حتى يحافظ الحيوان على سيولة وحركة الدم ويؤدى وظائفه بحيوية مرتفعة. وعند ارتفاع درجة الحرارة تخفض الإبل نسبة افراز هرمون الغدة الدرقية وبالتالى انخفاض كمية الحرارة المتولدة من التمثيل الغذائى كما أن الغدد العرقية أكثر عمقا تحت الجلد وتبدأ عملية العرق بعد وصول درجة حرارة الجسم الى الدرجة الحرجة 41م حيث يتبخر العرق من خلال الجسم وبذلك يساعد على فقدان الحرارة من سطح الجلد.
وتتميز الإبل بقدرتها على إعادة امتصاص الماء بدرجة كبيرة إضافة الى ذلك فالإبل لها القدرة على إخراج روث تقل فيه نسبة الرطوبة. ووظيفة الكلى فى احتجاز الماء وقدرتها على تركيز البول ويظهر ذلك فى حلة الإبل المعرضة للعطش. أيضا تبين أن كلى الإبل لها القدرة على إخراج الملح بتركيز أكثر من تركيز ملوحة ماء البحر وذلك فى حالة اعتماد الإبل فى غذائها على النباتات الملحية. ويمكن للإبل تخزين 25% من وزنها ماء فى المعدة والأمعاء. والشق الطولى فى الشفة العليا يصل بين الأنف والغم لتجميع الرطوبة من أمام الأنف إلى الفم. ولدى الإبل غدد دمعية نشطة تفرز الدموع باستمرار لنظافة العيون من الرمال والأتربة وأى شوائب عالقة بالجو.
وتمتلك الإبل حاسة نظر قوية مما يمكنها من الرعى ليلاً خصوصا مع اعتدال درجة حرارة الجو. وسمك طبقة الجلد يساعد على حماية الجسم من الحرارة والأشعة التى تنبعث من الرمال الساخنة. والسنام هى مخزن للدهن وليست للماء فهى مصدر للطاقة فى حالات النقص الغذائي.
- "التخلص منها باستراليا"
وعن كيفية تصرف بعض الدول للتغلب على مشكلة التغيرات المناخية التى سببها الحيوان. قال: لكل دولة ظروفها فعلى سبيل المثال استراليا يتوقع أن يتضاعف عدد الإبل فيها مرة كل سبع سنوات وهذا ما يثير قلق المسئولين عن البيئة.
ولذلك وضعت خطة قومية للتعامل مع الإبل البرية تتلخص فى رصد مبلغ 19 مليون دولار لقيام إحدى الشركات المتخصصة بالتخلص من نحو 350 ألف رأس من الإبل خلال السنوات الأربع القادمة عن طريق إطلاق النار عليها من طائرات الهليكوبتر. ولتشجيع السكان على تناول لحوم الإبل (1.5) مليون رأس وذلك للمساعدة فى الحفاظ على حرارة الأرض والبيئة. جعل الكانجرو (35 مليون رأس) الغذاء الأساسى للاستراليين بدلاً من الأغنام والأبقار وذلك لحماية طبقة الأوزون حيث يقال أن حيوان الكانجرو يمتلك جهاز هضم أكثر احتراماً للبيئة. وضرورة مراقبة ورصد تطور أعداد الإبل وقتل أعداد منها لإنقاذ المناخ "الإبل منتج كبير للتلوث" وإصدار ائتمان الكربون لصيادى الإبل بقيمة 75 دولاراً عن كل جمل برى يصطادونه.
أحد الحلول لمشكلة الاحتباس الحرارى فى استراليا جعل الإبل والأبقار تتصرف بطريقة مشابهة لحيوان الكانجرو الذى تشتهر به البلاد وكلاهما من أكلة الأعشاب حيث تتجشأ الأبقار بكميات هائلة من غاز الميثان الناتج عن هضم الغذاء. ولا تطلق حيوانات الكانجرو أى قدر من تلك الغازات.
وأشار قنديل الى أن هناك خيارات خفض انبعاث غاز الميثان. من أهمها مادة "الأوميجا 3" الموجودة فى زيت السمك (2%) حيث أنها تقلل من انبعاث غاز الميثان من الحيوان لتأثير زيت السمك على البكتيريا المنتجة لغاز الميثان مما يؤدى الى تقليل انبعاث هذا الغاز.
وإطلاق الحيوانات فى المراعى بدلاً من إعداد علائق العلف المكثفة فى الحظائر عن طريق تغيير الغذاء الحيوانى يمكن خفض الانبعاثات الغازية بنسبة قد تصل إلى 40% وتخفيض ما يستهلكه الفرد من اللحوم على مستوى العالم فى مائة جرام فى اليوم الى 90 جراماً وذلك للمحافظة على ثبات نسبة الغازات التى تنتجها الماشية.
ومن الكوميديا حل غير تقليدى تركيب أقنعة على الفم لامتصاص الغازات وشواطات فى مؤخرة الحيوان.
- "جمعية علوم الإبل"
وعن التفكير فى إنشاء جمعية لعلوم الإبل قال أنها بدأت منذ 19-6-2007 ومقرها مركز بحوث الصحراء لمحاولة انتصار هذا الحيوان الذى تعرض لظلم كبير من قبل الباحثين والمربين والمستهلكين لفترات طويلة على الرغم من أن وطننا العربى يمتلك 26% من إجمالى الإبل فى العالم التى يقدر عددها بأكثر من 11 مليون رأس حول العالم. فضلا عن انه حيوان يتأقلم مع الظروف الصعبة.
والجمعية تضم مجموعة من العلماء والباحثين فى مراكز البحوث والجامعات المصرية علاوة على بعض المربين وقد وصل عدد الأعضاء حتى الآن إلى 188 عضوا.
وتهدف الجمعية إلى تنمية الإبل فى مصر والوطن العربى من خلال العمل وعلى رفع إنتاجها من اللحوم والألبان وإنشاء قاعدة بيانات لجميع البحوث والدراسات فى مجال الإبل. فضلا عن التنسيق مع الهيئات العلمية الإقليمية والدولية المهتمة بالإبل بالإضافة إلى الاهتمام بمشاكل المربين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.
"النظم المبتكرة"
ومن جانبه أوضح د. خالد البحيرى بشعبة الإنتاج الحيواني والداجنى بمركز بحوث الصحراء. أن هناك مشروع تعزيز النظم المبتكرة فى تربية الإبل وتنمية القطاعات المحلية لمنطقة السواحل الإقليمية للتنمية المستدامة. والذى اعتمد على انه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض فى العالم وزيادة نسبة التصحر يمكن للإبل فقط البقاء على قيد الحياة باعتبارها أفضل الماشية لمشاريع الزراعة المستدامة والإنتاج الحيوانى فى ظل هذه الظروف القاسية.
ويهدف البرنامج الى النهوض بالتنمية الاقتصادية ـ الاجتماعية ودعم الأقاليم الجنوبية من خلال التركيز على البحث والابتكار وتعزيز سياسات التخطيط الإقليمي. فضلا عن النهوض بالتنمية البيئية على مستوى حوض المتوسط وذلك من خلال المحافظة على الإرث الطبيعى المشترك وتخفيض عوامل الحظر على البيئة. والبرنامج ممول من الاتحاد الأوروبي مع دول شمال البحر المتوسط ومعهد الدراسات القاحلة فى تونس ومركز بحثى بفرنسا. وسيستمر المشروع 4 سنوات علماً بأنه بدأ من يناير 2012 وتحسين ظروف وأنماط تنقل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال من خلال تعزيز النواحى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للدول الواقعة على شواطئ البحر المتوسط. فضلاً عن تشجيع الحوار الثقافى من خلال دعم التبادل والتدريب وتنمية الشباب.
وأضاف البحيرى أن مصر تقع على مساحة مليون كم2 ضمن حزام المناطق القاحلة للغاية والتى تمتد فى شمال افريقيا وجنوب شرق أسيا. وتمثل الصحراء 95% من المساحة الكلية بسبب الزيادة السكانية فى الوادى والدلتا ولذا تم التفكير فى استصلاح الأراضى الصحراوية وقد ركز مركز بحوث الصحراء على ذلك لإدارة الموارد الطبيعية وإعادة تأهيل المناطق الصحراوية. من خلال مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح. والجمعية المصرية للتنمية ونقل التكنولوجيا. والسلطات الحكومية التى تشارك فى التوزيع والاستدامة لأنشطة المشروع فى المنطقة المستهدفة.
وقد تم رسم الخرائط الرقمية من التوزيع المكانى لصفات التربة وخصائص المياه وأنواع التوزيعات فى الساحل الشمالى الغربى بمصر.
- "حيوان المستقبل"
وأرجع د. البحيرى اهتمام الأوروبيين بالإبل باعتبارها حيوان المستقبل لبن ولحم وفوائد اقتصادية كثيرة نظرا للتصحر وارتفاع درجة الحرارة التى من الممكن أن تصيب أرضيهم فى المستقبل. كما أنهم يرون أن الإبل تستطيع التأقلم مع تلك الظروف الصعبة والجفاف فقد أكدت وكالة ناسا أن الإبل تستطيع أن تتحمل درجة حرارة تصل إلى 110م وتنخفض درجة حرارة رأس الجمل الى 20م لأن بها مجارى هوائية. وبالرغم من ذلك هناك دول مثل استراليا تتخلص منها ولديها مجازر تقوم بتقطيع تلك الجمال وتصديرها للدول الأخرى.
- "أنشطة المشروع"
وعن أهم أنشطة المشروع قال: انه يعمل على تطوير الإنتاجية الخاصة للإبل من خلال التناسل وكيفية الحقن المجهري، وتجهيز بعض التحاليل الخاصة بالإبل. تحسين مستوى السائل المنوي وعمليات التلقيح. وتطوير العمليات والتوصيف الجيني. بالإضافة الى تطوير إنتاجية الألبان وإدخال طرق الحلب الالى وتطوير عمليات التصنيع الخاصة بألبان الإبل ومن الممكن التعاون مع الشركات لكى يكون على مستوى تجارى جيد. فضلا عن عمل تدريب خلال فترة المشروع على مستوى الزراعيين والبيطريين والمهتمين بهذا المجال.
- "برامج وقائية"
وأضاف د. محمد أحمد بلاطة رئيس شعبة الإنتاج الحيوانى والداجني. أن الشعبة تهتم بتقييم فسيولوجي الاجترار فى الابل تحت نظم غذائية ورعوية مختلفة وتقييم الاحتياجات الغذائية للابل خلال المراحل الفسيولوجية المختلفة. وتقييم برامج غذائية لتسمين الجدعات على المخلفات الزراعية والنباتات المحلية وتقييم انتاجية الابل تحت نظم غذائية ورعوية. كما يتم تحديد التوصيف الوراثى لسلالات الإبل فى المناطق الصحراوية باستخدام الوراثة الجزيئية فضلا عن توصيف وتقييم نظم الإنتاج المختلفة بالمناطق الصحراوية. بالإضافة الى تقييم الخواص المناعية لألبان الابل بالمراعى الطبيعية وتطوير تقنيات تصنيع لحوم وألبان الابل الى منتجات عالية المذاق والجودة ونقل التقنيات المناسبة بتصنيع ألبان ولحوم الابل الى المناطق الصحراوية. وتبنى البرامج الوقائية والعلاجية للامراض الوافدة التى تصيب الابل بالمناطق الصحراوية. وحصر ومعالجة مصادر التلوث البيئى ومصادر السموم التى تؤثر على إنتاجية الابل وانتشارها. وقد توصلت الأبحاث الى تحديد التوصيف الوراثى لقطعان الإبل بالساحل الشمالى الغربى باستخدام البصمة الوراثية، وتقييم الاحتياجات الغذائية للابل خلال المراحل الفسيولوجية والإنتاجية المختلفة. والتغلب على المعوقات السلوكية والطبيعية للجمال وجمع وتجميد وحفظ سائلها المنوى وتوفير اللقاحات المختلفة.
- "مزرعة متكاملة"
وقال د. حسن الشاعر بشعبة الانتاج الحيوانى بمركز بحوث الصحراء انه يجب رفع انتاجية خلال 10ـ 20 سنة القادمة من خلال التسمين الوراثى والرعاية البيطرية والتفكير أيهما أفضل. كما يجب إنشاء مزرعة متكاملة للابل فى إحدى محطات المركز بالمحافظات. فضلا عن إنشاء قاعدة بيانات حول أعداد الجمال وانتاجها من اللبن. لاسيما أن لدينا حوالى 140 ـ 160 ألف رأس ونحن نستورد 240 ألف رأس من السودان. ونحتاج إدخال الابل فى منظومة الانتاجية.
- "الإبل والتنمية"
ومن ناحية أخرى أكد د. محمد فرج أستاذ مساعد إنتاج وتكنولوجيا اللحوم بمركز بحوث الصحراء. أن الإبل تلعب دورا كبيرا فى التنمية فى ظل المتغيرات المناخية المحتملة حيث حباها الله بمزايا تنفرد بها دون غيرها من الحيوانات المزرعية كالابقار والجاموس والأغنام والماعز. وتستطيع الابل التكيف الحراري، الاحتفاظ بالماء والطاقة الموجودة بالجسم والانتاج الوفير والغزير والاقتصاد فى استخدام الموارد الطبيعية الصحراوية المحدودة من المياه والغذاء. كما تتم الاستفادة من النباتات المنخفضة الاستغاثة والمنخفضة فى قيمتها الغذائية والمحلية.
الى جانب ذلك فإن ألبانها لها قيمة غذائية للانسان لاحتوائها على 4 أضعاف محتوى ألبان الأبقار والجاموس من فيتامين "ج" والمسئول عن رفع كفاءة الجهاز المناعى للانسان. لذلك تمثل الابل أهم عناصر المنظومة الصحراوية وهى حيوان الأمن الغذائى لحياة الصحراء فى ظل التغيرات المناخية التى بدأت اثارها تغزو العديد من دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا وما يصاحبها من ظواهر التصحر كتدهور خواص التربة وارتفاع مستوى ملوحتها واختفاء الغطاء النباتى للمراعى الطبيعية فضلا عن انخفاض معدل الأمطار السنوية. ونتيجة لذلك ظهرت نباتات جديدة بمناطق المراعى الطبيعية وهى النباتات الملحية التى تتحمل ملوحة التربة والمياه وهى غالبا نباتات مختلفة فى درجة استساغتها ولا تقبل عليها إلا الابل دون ان يتأثر إنتاجها من اللحوم والألبان والوبر مقارنة بالحيوانات المزرعية الأخرى.