د.لطيف رشيد
الصباح الجديد
18.6.2012
مؤتمر قمة المياه العالمي 2012 هو حدثٌ فريد من
نوعه, إذ جمع جدول أعمال المؤتمر مندوبين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم مع
إدامة جو منفتح وحميم داخل إجتماع مجلس الإدارة.
في هذا العام كانت الأشكال والتقنيات الجديدة
أكثر من مجرد تفاعل وعفوية وتفكير إبداعي وقد تضمّنت جلسة إضافية حول الطاولة
المستديرة ذات الشعبية الكبيرة.
في النقاط التالية والتي تعلّمناها من «مؤتمر
قمّة المياه العالمي» أوجزنا بعض الحلول للمشاكل البيئية والإقتصادية وغيرها,
ونؤكد على ضرورة الإستفادة منها من الناحية العلمية والعملية وخاصّة في إدارة
الموارد المائية والتنمية المستقبلية والإقتصادية, وفي مجال اختراع الآلات والحلول
الجديدة لتحسين نوعية وكمية مياه الشرب ومعالجة الأمراض القاتلة المتنقلة بواسطة
المياه وخاصة في البلدان الأفريقية الفقيرة (تفتقر أغلب هذه الدول الى دورات
مياه).
كما تم مناقشة آثار أزمة الديون الأوروبية
واستمرار تأثّر البنى التحتية للمياه في آسيا على قطاعات تحلية المياه والصرف
الصحي وإعادة استخدام المياه المُعالَجة, وماهية الإتجاهات الجديدة للأخطار
المحتملة فيما يخص مستخدمي المياه الصناعية.
-1 علم الجينوم الإصطناعي سيغيّر العالم وكذلك
قطاع المياه..
Synthetic genomics will change the( world and the water)
يمكن للطبيعة أن تفعل أشياء أكثر كفاءة من
الآلات، فلدينا الآن التكنولوجيا اللازمة لتصميم الطبيعة بنفس الطريقة التي نصمم
بها الآلات. كريغ فنتر(Craig Venter
/ عالم أحياء ورجل أعمال أمريكي أعلن عام 2010 إنشاء أوّل شكل من أشكال الحيوية
الإصطناعية) بشّر بنجاح هذه الصناعة الجديدة, وهناك قناعة بأن ذلك سيدفع الإنتاجية
في القرن الحادي والعشرين تماماً كما قادت تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات
الإنتاجية في القرن الماضي, علاوةً على ذلك فلديه القدرة على إحداث ثورة في
الطريقة التي نتعامل بها مع مياه الصرف الصحي.
-2 آفاق الاقتصاد العالمي لاتبدو واسعة على عكس
الهند التي تبدو متفائلة..
(The outlook for the global economy is not great, but India looks hopeful).
في العرض الإفتتاحي، أوجز جون ليبسكي (John Lipsky / إقتصادي أمريكي ومدير
إداري سابق لصندوق النقد الدولي) في عرضه تشاؤمه حول الإقتصاد العالمي وخاصة
الأوروبي,
لحسن الحظ فقد تلاه عرضٌ أكثرُ تفاؤلاً للدكتور
ميهير شاه (Dr Mihir Shah
/ رئيس الموارد المائية في الحكومة الهندية) إذ لخّص خططه لإصلاح هذا القطاع- وقد
بدا واضحاً بأن عرضه يتمتّع بالمصداقية والإلهام.
-3 بيل غيتس يريد إعادة إختراع دورة المياه ..
(Bill Gates wants to reinvent the toilet)
بيل غيتس رجل أعمال ومبرمج أمريكي ورئيس شركة مايكروسوفت
إذا كانت مؤسسة غيتس تخطط لإنفاق 800 ثمانمائة
مليون دولار سنوياً على برامج الصحة للفقراء في العالم، فمن المنطقي معالجة أحد
أكبر الأمراض القاتلة في العالم -الأمراض المتنقلة بواسطة المياه- بصورة جذرية.
وأوضح فرانك ريجسبرمان (Frank Rijsberman
/ مدير برنامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مؤسسة غيتس- الولايات
المتحدة الامريكية )، الذي يرأس جهود الوكالة في هذا المجال، بأنّ هذا يعني
الإتيان ببديل طموح لدورة المياه (toilet) لا يعتمد على بنية تحتية
واسعة مع المحافظة على أكبر كمية من المياه فيها.
-4 مياه الصرف الصحي هي البديل عن تحلية مياه
البحر ..
Wastewater is the new desalination)
)
في المؤتمر, كان لدينا جهاز يقيس إستجابة
الجمهور وقد أتاح لنا معرفة مشاعر الحاضرين, وكان الشيء الوحيد المفاجئ هو قوة
الإعتقاد بأن قطاع الصرف الصحي سوف يكون منطقة جذب للإستثمار خلال السنوات القليلة
المقبلة, كما إنّ التركيز على مياه الصرف الصحي في المستقبل سيكون أكبر.
-5 القلق حول غاز ثاني أكسيد الكربون يخرج عن
النمط التقليدي في التفكير..
Worrying about carbon dioxide is going out of fashion))
إقترح كل من فينتر وكاتيا هانسين (Venter and Katja Hansen)
من جامعة إيراسموس (Erasmus University’s
«روتردام- هولندا») العامِلَيْن في برنامج (كرادل تو كرادل / Cradle to Cradle) بأن يُقيّم غاز ثاني
أوكسيد الكاربون كمورد ويستفاد منه في المستقبل.
تقول هانسن (Hansen / كبيرة الباحثين في الأكاديمية
الرئيسة لبرنامج كرادل تو كرادل) «ليس لدينا أزمة في الطاقة ولكن لدينا أزمة ذكاء
«.
-6 الصيغة الناجحة لقطاع المياه, هي الأزمة..
The winning formula for the water sector is a crisis) )
كان لدى معظم المؤسسات والوكالات الخاصة بشؤؤن
المياه في المؤتمر قصص ناجحة لكي يرووها, وقد بدأوا قصصهم مع الأزمات الأمر الذي
حدّد أفعال بعض السياسيين, وبخلاف ذلك يبدو أن بعضهم سعيد بالسماح للبنى التحتية
للمياه بالتدهور بهدوء تحت أقدامهم, مايثير القلق بشأن المدى الذي يمكن أن تذهب
اليه الأمور.
شركة المياه والصرف الصحي الأرمينية -التي
أُنْتِخبَتْ من قبل المبعوثين كصاحب أحسن إنجاز لهذا العام- فقدت90 % تسعين في
المائة من المياه التي دخلت في الأنابيب إثناء تنفيذ إحدى مشاريعها, قبل أنْ تكون
الحكومة قد قرّرت ماينبغي القيام به.
-7 من الممكن أنْ يكون العراق السوق الكبيرة
المقبلة في منطقة الشرق الأوسط..
Iraq could be the next big market in the Middle East) )
ليس العراق سوقاً لتحلية مياه البحر فقط, وهو
يحتاج الى حجمٍ هائل من الإستثمارات في جميع الأمور الأخرى- وعلى ما يبدو فالمال
متوفر, وبدوري كوزيرٍ سابق للمياه في العراق (حالياً أشغل منصب كبير مستشاري رئيس
الجمهورية) أكّدتُ للمبعوثين بأن الأمن لاينبغي أنْ يُنْظر إليه كعائق كبير يحول
دون ممارسة الأعمال التجارية في العراق, والوضع الأمني في العراق في تحسُّنٍ
مستمر, فمعظم مناطق العراق بما فيها إقليم كوردستان آمنة.
-8 المستقبل المتشظي..
(he future is fragmentation).خلال الفترة من عام 1990
الى عام 2000 جاءت رؤوس الأموال والخبرات في قطاع المياه الدولية من أوروبا وذهبت
إلى مشاريع كبيرة في الأسواق الناشئة مثل الأرجنتين, وخلال الفترة من عام 2000 الى
عام 2009 تغيرت التيارات: فقد برز الشرق الأوسط كسوقٍ عالمية كبيرة, فدول اليابان
وكوريا والصين أصبحت أكثر إسهاماً في توفير المال والخبرة, ولاتزال هناك فرص
لمليار دولار لمشاريع المياه الدولية, ويبدو أنه خلال المدة من عام 2010 الى عام
2019 أنَّ كل شي نريد الحصول عليه سيصبح أكثر تعقيداً.
قام المؤتمر بإدارة مايقرب من 80 جلسة حول
المائدة المستديرة في القمّة, ويبدو جلياً صعوبة تتبّع التنوّع المتزايد من
المورّدين والمموّلين والمشاريع التي نشهدها في قطاع المياه .
-9 مازال الناس يعتقدون بأنهم يستطيعون أن
يبيعوا الماء من الصناديق السود.. (People still believe that they can sell water from black boxes)
إن الفائز في تكنلوجيا المياه المعبئة هو سيلفان
سورس ((Sylvan Source
«سان كارلوس- الولايات المتحدة الامريكية», المروّج لتكنلوجيا جديدة لتحلية المياه
الحرارية, والسِّر الذي لم يفسّر تفسيراً كاملاً للحضور هو التصويت على الجائزة.
هناك مشكلتان مع (سر) تكنلوجيا المياه الأول:
إنّ المستثمرين لا يحبذوه لأنه يوحي بأنه من الصعب حماية الملكية الفكرية والحصول
على رأس المال والربح. الثاني: أنّ الوكالات العامة للمياه لاترغب في ذلك كونها
لاتميل الى المخاطرة بالاشياء.. فقط عدد محدود من الناس يفهمون ويقدّرون ذلك
تماماً.
-10 الديمقراطية شي جيد .... الى حد ما..
Democracy is a fine thing … up to a point).)
خلال الجلسة الأخيرة للمؤتمر صوّت 76 % ستة
وسبعون بالمائة من الناس في قاعة التصويت (باستخدام جهاز قياس إستجابة الجمهور)
للمغادرة الى بلدانهم ولإنهاء المؤتمر بطريقة ديمقراطية.
No comments:
Post a Comment