Tuesday, 3 June 2014

الإهمال يزيد المضاعفات كورونا خطر قادم يتطلب الحذر

المصدر: مجلة حياة (المجلة الزراعيه-الاهرام)
مايو 2014

اجتاحت مجموعة من الفيروسات المنطقة العربية وتسببت فى قلق شديد بين الناس وكان آخرها فيروس كورونا الذى حصد الكثير من الوفيات بالسعودية إلى أن وصل مصر. وللتعرف على مدى خطورته وطرق إنتشاره كان لنا هذا التحقيق. 
أكد ا. د. محمد أحمد حسن أستاذ صحة الأغذية ومدير مركز تحليل الأغذية كلية الطب البيطرى - جامعة بنها أن فيروس كورونا ينتمى الى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو مايسمى اختصارا فيروس كورونا الى فيروسات العائلة التاجية، وتمت تسميتها نسبة إلى الانعكاسات التى تشبه التاج على سطح الفيروس (crown). كما ينتمى لهذه العائلة أيضا فيروس السارس الخطير، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن فى أن السارس مع إصابته للجهاز التنفسى فإنه يتسبب أيضا فى التهاب المعدة والأمعاء، أما كورونا يسبب التهابًا حادًا فى الجهاز التنفسي، ويؤدى بسرعة إلى الفشل الكلوي.
وقد تم اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة فى الإنسان أبريل 2012 وقد تسبب فى وفاة نصف عدد المصابين به، وقد ظهرت حديثا سلالة جديدة من هذا الفيروس تسمي بيتا كورونا وهى التى انتشرت فى المملكة العربية السعودية. 
الوضع الوبائى 
وبالنسبة للوضع الوبائى العالمى للمرض قال: إن معظم التقارير - أثناء إجراء التحقيق - أكدت إصابة اكثر من 350 حالة منهم 100 حالة وفاة وذلك منذ ظهور المرض من 11 دولة هى السعودية، قطر، الأردن، الامارات، تونس، فرنسا، المملكة المتحدة، المانيا، ايطاليا، عُمان، الكويت، ومعظم الحالات تم الإبلاغ عنها من السعودية حيث إن فيروس الكورونا ينحصر فى المنطقة الشرقية منها، نظرا لكثرة زراعة النخيل بها مما يجذب الخفافيش التى هى المصدر الرئيسى لظهور هذا الفيروس وانتشاره.
حيث توفى أكثر من 100 شخص من إجمالى المصابين 350 حالة تقريبا المملكة العربية السعودية. وفيما يخص الوضع الوبائى للمرض فى مصرأوضح حسن أنه لم يثبت وجود فيروس كورونا إلى الآن فى مصر، رغم ظهور أول إصابة بالفيروس لمواطن مصرى ولكنه شخص وافد من السعودية، كما أن الجمال التى أخذت عينة كانت وافدة من السودان، تشاد وإثيوبيا، أى أنها ليست جمال محلية. مشيرا إلى أن هذا الفيروس لا يصيب الجمال فقط بل يتعرض له العجول، القطط والكلاب. وأحذر من إصابة حالات بشرية أخرى فى مصر بفيروس كورونا نتيجة ارتفاع حجم تردد المسافرين من وإلى المملكة العربية السعودية والمعتمرين والحجاج.
أعراض الإصابة 
وأضاف أن أعراض الإصابة بكورونا الجديد تبدأ كأعراض الإنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان فى الحلق، السعال، ارتفاع فى درجة الحرارة، ضيق فى التنفس، وصداع، قد يتماثل بعدها للشفاء. وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد فى الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً فى وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدى إلى الوفاة فى حالات معينة. وفى بعض الأحيان، قد تظهر أعراض معوية، منها الإسهال، ولكنه لم يثبت انتقال المرض من حيوان إلى إنسان حتى الآن.
طمأنة 
ومن ناحية اخرى طمأن د. محمد عبدالوهاب أستاذ أمراض صدر بكلية طب طنطا الجميع بأن هذا الفيروس من المتوقع أن يكمن ويخمد خلال شهر تقريبا فى ظل ارتفاع درجات حرارة الجو لأنها تقضى على نشاط الفيروس. خاصة أن الفيروس أضعف من أن يقتل المصاب.
انتقال العدوى 
وعن طرق انتقال العدوى بفيروس كورونا قال عبدالوهاب: إنها تتم عن طريق الرذاذ المتطاير من المريض أثناء السعال أو العطس، أو عن طريق لمس الأسطح أو الأدوات الملوثة بالفيروس ثم لمس الأنف أو الفم أو العين، والمخالطة المباشرة للمصابين.
ومن أهم طرق الوقاية من الفيروس حددت الجهات الصحية، طرق الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس عبر الوسائل الآتية: تجنب رذاذ المريض أثناء العطس، وعدم ملامسة الأسطح الملوثة، وعدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل المخدات والألحفة، وغسل اليدين جيدا باستخدام الصابون، وارتداء الكمامات الواقية فى الأماكن المزدحمة، وتجنُّب مخالطة الشخص المصاب عن قُرب.
دور الصيادلة 
وأشار د. إيهاب عثمان أخصائى أمراض الباطنة والجراحة إلى أنه من حسن الحظ عدم انتشاره كالسعودية. وهو مثل أى نوع من الأنفلونزا لا يجب الإهمال أو السكوت عند وجود ظهور أعراض كارتفاع درجة الحرارة إلى 38.5 درجة مئوية أن يتعامل معها بمنتهى الجدية، مشيرا إلى أن الإهمال هو سبب تفاقم المضاعفات التى لا يمكن السيطرة عليها لاسيما أن التحليلات الخاصة بهذا الفيروس تظهر فى مدة زمنية على الأقل 24 ساعة.
وشدد على ضرورة تفعيل دور الصيادلة لأنهم شريك قوى فى الحد من تفاقم الأمر من خلال عمل دورات تدريبية لكى يكون مؤهلا للتعامل مع مثل هذه الأوبئة لأن المريض يثق فى الصيدلى ويذهب إليه عند شعوره بأى أعراض لذا يجب مساعدة المريض وتوجيهه على المسار الصحيح إما بوصف الدواء المناسب للحالة أو بنصحه بالتوجه لطبيب مختص. فهم بمثابة طوق النجاة خاصة بالمناطق الشعبية.

اعتقاد خاطئ 
ومن جانبه أكد د. طالب مراد المستشار الإقليمى للصحة والإنتاج الحيوانى بمنظمة الأغذية والزراعة فاو أن الإبل الكبار أكثر عرضة لحمل الأجسام المضادة للفيروس بينما تحمل الحيوانات الصغيرة الفيروس الحى. وكانت الحالة الأولى المعروفة فى البشر رجل فى المملكة العربية السعودية كان لديه أربعة من الإبل والحيوانات الأليفة. وانتقال الفيروس إلى البشر يُعتقد أن يكون نتيجة لقلة النظافة. 
ومع زيادة أعداد المصابين والوفيات بالمملكة، أصدرت الحكومة توصيات للراغبين فى الحج والعمرة بتوخى الحذر خاصة لكبار السن، والذين تقل أعمارهم عن 15 سنة أو الذين لديهم ظروف صحية ونصحتهم بعدم الذهاب، كما زاد التخوفات من الإبل عند نقل المزارع المنتجة لحليب الإبل فى محيط مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد أدى القلق المتزايد إلى اقتراح وسائل الإعلام بقتل الإبل مادامت هى السبب فى المرض. وأعرب مراد عن أسفه نتيجة اعتقاد البعض أن الجمل العربى يمكن يشكل خزاناً للفيروس مما يزيد من احتمال فقدان هذه الحيوانات بسرعة لقيمتها ومن الممكن زيادة احتمال أن يتم نقل لحوم الإبل بطريقة غير مشروعة عبر الحدود الدولية.
وأضاف أنه قد سبق للعالم أن شهد فترات خوف مماثلة، بارتباط الأوبئة مرة بالبقر، وثانية بالخنازير، وثالثة بالدجاج، والآن بالجمال. وقد اضطرت حكومات العالم إلى اتخاذ إجراءات احترازية صارمة، بما فيها منع القادمين من دول معينة لفترات مؤقتة، وحظر الاستيراد منها، وتمت إبادة الحيوانات المشتبه بها فى مناطق موبوءة، ومشكلة وزارة الصحة ليست تطويق الوباء بعلاجه والوقاية منه، بل ترميم السمعة والمصداقية الضرورية لمنع الانهيار النفسى عند الناس، وتوجيه الرأى للتعامل بشكل صحيح مع الوباء.

نبذة عن فيروس كورونا
يشبه فيروس كورونا الشرق الأوسط فيروس سارس ، الذى انتشر عام 2003 وتسبب فى مقتل المئات فى مختلف أنحاء العالم.
وفيما يلى بعض المعلومات حول هذا المرض الذى يصيب الجهاز التنفسي: 
ماهو فيروس كورونا؟ 
ظهر فيروس كورونا الشرق الاوسط فى أواخر عام 2012، وهو عبارة عن مجموعة من الفيروسات التى يمكن أن تسبب للإنسان العديد من أمراض الجهاز التنفسى. وقد ظهر الفيروس من مصدر حيوانى غير معروف، إلا أنه يمكن أن ينتقل أيضا بطريق العدوى بين البشر.
أين ينتشر المرض؟
ظهرالفيروس فى العديد من البلدان مثل الكويت والامارات وعمان وقطر وفرنسا والمانيا وايطاليا وتونس والمملكة المتحدة. كما ظهرت حالات اصابة فى بلدان اخرى نتيجة لسفر اشخاص من السعودية او الامارات الى هذه البلدان.
كيف يؤثر الفيروس؟
يصيب الفيروس الجهاز التنفسى فى الانسان والحيوان، ويتسبب للإنسان فى الحمى والكحة وصعوبات فى التنفس. ويمكن ان يؤدى الى الاصابة بالالتهاب الرئوى بل والفشل الكلوى أحيانا.و من المعتقد انه ينتقل عبر رذاذ المريض اثناء الكحة او العطس. ويعنى هذا ان الفيروس لا ينتقل بسهولة بين البشر بدون الاتصال المباشر.
ماهى خطورة الفيروس؟
يعتقد العلماء ان الفيروس ليس شديد العدوى، والا لظهرت حالات اكثر بكثير من الاصابة به. ويعد الفيروس ضعيفا اذ لا يمكنه البقاء اكثر من يوم واحد خارج جسم الانسان، ويمكن القضاء عليه بالمنظفات والمطهرات العادية. وتكمن الخطورة الكبرى للفيروس فى احتمال انتشاره على نطاق واسع عبر العالم بسبب حركة السفر والسياحة والحج.
كيف يمكن الحماية من المرض؟
نظرا لأنه ليس من المعروف بشكل قطعى سبل انتقال الفيروس فان اتباع قواعد الصحة بشكل عام هو الاهم فى هذه الحالات، مثل تجنب المرضى وتجنب الاتصال باى افرازات ناتجة عن المرضى مثل اللعاب او رذاذ الكحة او العطس، بالإضافة الى الاهتمام بنظافة اليدين. ولابد ان تتخذ المؤسسات الطبية التى تقوم بعلاج الحالات المصابة الاجراءات المناسبة لمنع انتشار الفيروس الى آخرين سواء من الاطقم الطبية او من المحيطين بالمصابين بالفيروس. 


No comments: