الاهرام:المجله الزراعيه.سبتمبر2012
تعرضت صناعة الدواجن لكبوات وفترات عصيبة جعلت هذه الصناعة تحتضر فى بعض الأوقات وتنشط فى البعض الآخر ومرت
صناعة الدواجن بفترات غير مستقرة نتج عنها خلل كبير فى السوق وهى الفترة التى حدثت بعد أحداث أنفلونزا الطيور (17- 2- 2006) ومنذ هذه الفترة ترتبت أحداث كثيرة مرت على هذه الصناعة وعانى الكثير من الأفراد العاملين فى مجال الدواجن وتراجع السوق فى أوقات كثيرة وظهرت أحداث وفئات كثيرة أثروا بشكل كبير على الصناعة وصدرت قرارات عديدة وقرارات لم تصدر بعد لذلك قبل أن نطرح هذا التساؤل والتوقعات يجب أن نذهب سريعا لنسترجع الأحداث التى مرت على هذه الصناعة ومناقشة الوضع الحالى وما المتوقع.
ماذا قبل.
بدأ موجة الأحداث قبل 17 فبراير حيث بدأ انتشار الفيروس (أنفلونزا الطيور) فى العالم وكنا فى مصر مراقبين فقط للأحداث العالمية قبل أن نتصدر هذه الأحداث وقبل ظهور الفيروس فى مصر زادت الشائعات خاصة من التجار الوسطاء لاستغلال الفرصة وشراء الطيور بأسعار منخفضة من صاحب المزرعة وليس الوسطاء فقط بل بدأت الإعلام بحملات الرعب ضد الفيروس وليس للتوعية الجيدة فى بادئ الأمر مما أثر على المستهلك وتراجعت الأسعار بشكل سيء جدا وحدثت بداية الخسائر لكثير من المربين والشركات وبعد استمرار الأحداث العالمية للفيروس وعدم ظهوره فى مصر أطمئن الناس لعدم وجود فرصة لظهور الفيروس نتيجة أن مناخ مصر يكون حارا أغلب فترات السنة هذا ما تردد على لسان كثيرين وبالتالى لا توجد فرصة لظهور الفيروس ولم يتم اتخاذ أى احتياطات ضد الفيروس وبدأت الأسعار فى الزيادة مرة أخرى ودخول مصر فى فصل الشتاء ولكن سرعان ما أفصحت أيام الشتاء عما تحويه فى طياتها وأخرجت أولى مفاجآتها لصناعة الدواجن وبدأ الإعلان عن ظهور فيروس أنفلونزا الطيور فى مصر وكانت أكبر ضربة تعرضت لها صناعة الدواجن وترتبت أحداث كثيرة مرت على سوق الدواجن سوف أعرضها بشكل سريع.
بمجرد بدء إعلان أول حالة تم الكشف عنها فى الجيزة ساعد ذلك على إطلاق الرعب داخل المستهلكين الكامن منذ فترة وأنتشرت حالة من الرعب العام وأنعكس ذلك بشكل قوى على سوق الدواجن وشهدت هذه الفترة أحداث كثيرة مرت على سوق الدواجن سوف أعرضها بشكل سريع.
بمجرد بدء إعلان أول حالة تم الكشف عنها فى الجيزة ساعد ذلك على إطلاق الرعب داخل المستهلكين الكامن منذ فترة وانتشرت حالة من الرعب العام وانعكس ذلك بشكل قوى على سوق الدواجن وشهدت هذه الفترة أحداثا كثيرة بدأت بالآتى.
تم التخلص من الطيور الحية بإلقائها فى الشوارع من بعض الأهالى فى القرى ولم تكن هناك أسعار للطيور الحية فقد وصل ديك رومى يزن أكثر من 8 كيلو سعر 9 جنيهات للديك وليس الكيلو ولو صبر المستهلك لأخذه مجانا. كما تم إعدام كثير من المزارع والكتاكيت داخل الشركات لعدم وجود سوق لها. وانخفضت أسعار العلف حيث وصل طن الذرة حوالى 780ـ 820 جنيها وطن العلف الجاهز وصل إلى 1000 إلى 1200 جنيه على الأكثر.
ولكن مع دخول موسم شم النسيم وبدأ الجو الحار وانخفضت أعداد الطيور بشكل ملحوظ ولم يوجد الديك الرومى بـ9 جنيها بل أصبح بالكيلو حيث بدأ بـ10 جنيه ووصل الـ20 جنيهات الضعف وزادت أسعار الدواجن بشكل مضاعف عن المعتاد وزادت حركة الدواجن نتيجة انخفاض أعدادها وتناثرت الشائعات أنه لا يوجد أساس للفيروس وأنها مجرد زوبعة فسرها البعض أنها من مصلحة أشخاص لإدخال لقاح أنفلونزا الطيور الصينى والبعض فسرها بأنها فرصة لبعض المستثمرين لتسويق شحنات من الدجاج البرازيلى المجمد وتنوعت الشائعات ولكن زادت أسعار الدواجن بشكل سريع يعادل سرعة هبوطها وبنهاية الصيف وبداية الشتاء بدأ كالمعتاد سيناريو مكرر ولكن صاحبه صمت وترقب من كل العاملين بمجال الدواجن وتراجعت الأسعار مرة أخرى وشهدت هذه الفترة أحداثا كثيرة وكان أول مظاهر هذه الأحداث خلل كبير فى سوق الدواجن ومن أهم مظاهر هذا الخلل ارتفاع فى أسعار العلف 3ـ 4 أضعاف أسعار العام الأول بعد أحداث انفلونزا الطيور مما سبب خللا كبيرا نتيجة زيادة تكلفة الكيلو الحى وفى نفس الوقت انخفاض فى أسعار الكيلو الحى عند التسويق ومع نهاية الشتاء وبدء الصيف خاصة للإعداد لأهم دورة تسمين فى العام من قبل المربى وهى دورة شهر رمضان الكريم حدثت زيادة كبيرة جدا فى أسعار العلف والكتاكيت وفى نفس الوقت زادت أسعار الكيلو الحى حيث أتذكر كمثال كان سعر البط المسكوفى قد وصل إلى 20ـ 22 جنيها من المزرعة ليس المستهلك ورغم تلك التكاليف المرتفعة لم تحقق الربح الكبير المتوقع بل إن بعض المربين ذوو الإمكانيات الضعيفة مع التربية فى أوقات الصيف شديدة الحرارة تعرضوا لمشاكل فى الدورة ونتجت عنها خسارة قليلة أو نفس التكلفة بالرغم من ارتفاع أسعار الدواجن وانتهى العام الثانى وبدأ العام الثالث وتكرر نفس السيناريو مع دخول الشتاء ولكن ما أضيف لهذا العام هو وصول كتكوت التسمين الأبيض 7.5ـ 8.0 جنيهات ووصل سعر كتكوت البط المسكوفى عمر يوم 16 جنيها ولم تتغير أسعار العلف كثيرا وأصبحت المخاطرة كبيرة نتيجة زيادة تكاليف دورة التسمين بالرغم من ارتفاع سعر الكيلو الحى إلا أن العائد كان قليلا ومع استمرار المربين فى الدواجن ظهر كابوس جديد وهو أنفلونزا الخنازير والذى ظهر فى قمة التكاليف المرتفعة لدورة التسمين والكيلو الحى وبالتالى انخفضت أسعار الدواجن بشكل سريع وتسببت فى خسائر للمربين الذين دخلوا السوق أثناء التكاليف المرتفعة وباعوا بأسعار منخفضة وشهد السوق خللا جديدا من زيادة التكاليف وانخفاض الكيلو الحى.
وعادت الأسعار فى الارتفاع وبدأ انخفاض نسبى فى أسعار العلف وتحسن سوق الدواجن فى صيف 2009 أى بعد مرور 3 أعوام على أحداث 17 فبراير وفى نهاية 2009 وبداية عام الشتاء الجديد وبداية عام جديد وهو عام 2010 تعددت المفاجأت لصناعة الدواجن ويتضح ذلك من خلال إحصائية العام الجديد لأسعار سوق الدواجن.
ماذا الآن.
مع بداية عام 2010 وبداية فصل الشتاء كان المتوقع انخفاضا فى أسعار الكيلو الحى والكتاكيت ولكن هذا العام فاق كل التوقعات لأن بداية هذا العام شهد طفرة مرتفعة فى سوق الدواجن على عكس ما هو متوقع من هذا العام وفى إحصائية أسعار السوق التى تمت فى نهاية شهر فبراير لمنتصف شهر مارس أظهرت العديد من المفاجآت والتى بدأت كالآتى:ـ
هذا العام لم يصاحبه انخفاض فى سعر الكيلو الحى مقارنة بالعام الماضى حيث نلاحظ أسعار الكيلو الحى للتسمين الأبيض تتراوح ما بين 10ـ 11 جنيها من المزرعة والأسعار فى زيادة مستمرة مقارنة بالعام الماضى حيث وصل السعر إلى 8.5 جنيه وكان فى طريقه للهبوط وصل سعر الكيلو الحى من البط المسكوفى إلى 12 جنيها العام الماضى ولكن هذا العام بدأ بـ16 جنيها للكيلو الحى وهكذا مع بقية الدواجن الأسعار للكيلو الحى لم تنخفض ولكن استمرت فى الزيادة فى أحرج أوقات السنة ظلت الأسعار مرتفعة لهذا العام ولكن استمرت فى الزيادة فى أحرج أوقات السنة ظلت الأسعار مرتفعة لهذا العام ولكن ماذا عن باقى سوق الدواجن هذا العام لم يشهد ارتفاعا كثيرا فى أسعار العلف مقارنة بالعام الماضى فنلاحظ سعر طن العلف بادئ تسمين وصل إلى 2360 جنيها العام الماضى أما هذا العام وصل إلى 2470 جنيها لهذا العام وفى طريقه للانخفاض فى سعر العلف أى أن أسعار العلف لم تتغير كثيرا وأيضا سعر طن الذرة الصفراء وصل هذا العام إلى 1420 جنيها أما العام الماضى وصل إلى 1330 جنيها فى نفس التوقيت ونفس الأسعار فى باقى خامات العلف لم تتغير كثيرا ويلاحظ اتجاه أسعار العلف إلى الانخفاض هذا العام ليتساوى مع العام الماضى.
أما بالنسبة لأسعار الكتاكيت هذا العام مشابهة للعام الماضي حيث لم تنخفض أسعار الكتاكيت وكانت الأسعار تتراوح ما بين 4.5ـ 5.75.
لكتكوت التسمين الأبيض لهذا العام أما العام الماضي وصل إلي 4.5 جنيه واتجه للزيادة وسعر كتكوت البط المسكوفي هذا العام وصل إلي 12 جنيها علي عكس العام الماضي وصل الي 8.5 جنيه في نفس التوقيت ودائما ما نلاحظ في العامين الأخير ارتفاعا في اسعار الكتاكيت بل الحد الادني لكتكوت التسمين 4.5 جنيه علي عكس الأعوام السابقة ويرجع ذلك إلي أن الشركات المنتجة للكتاكيت بأنواعها المختلفة تعلمت الدرس جيدا وخفضت إنتاجها حتي لا يحدث فائض في الكتاكيت ويتم إعدامه وبالتالي خسارة كبيرة لذلك خفضت الشركات من انتاجها وذلك ليزداد عليها الطلب والحجز لفترة طويلة للكتاكيت داخل الشركة أفضل من حدوث فائض فينخفض السعر أو إعدام جزء من الكتاكيت لذلك لاحظنا العام الماضي انخفاضا لأسعار الكيلو الحي ولكن لم ينخفض سعر الكتاكيت لذلك لاحظنا العام الماضي انخفاض لأسعار الكيلو الحي ولكن لم ينخفض سعر الكتكوت كما هو متوقع وذلك راجع لخضوع أسعار الكيلو الحي أكثر للعرض والطلب من قبل المستهلك أما الكتاكيت فهي تخضع للعرض والطلب من قبل المربين أصحاب مزارع كلفتهم مبالغ لشرائها أو بنائها وأصبح المربون يورثون هذه المهنة لأبنائهم لذلك لا بديل لهم إلا أن يستمروا في هذه الصناعة لكي يحققوا مكاسب لتعوض الفترات الماضية وبالتالي لم ينخفض سعر الكتاكيت كثيرا ومع ارتفاع اسعار الكيلو الحي شجع ذلك المربين الذين استكانوا فترة عن السوق وظلوا مراقبين فقط وعند ارتفاع أسعار الكيلو الحي شجع ذلك علي دخول السوق مما أدي الي زيادة الطلب علي الكتاكيت وبالتالي زيادة الأسعار.
هذا العام ظهرت نكتة جديدة ظهور نوع من أنواع الأنفلونزا وهي أنفلونزا الماعز والعام السابق أنفلونزا الخنازير وان كل عام سوف يشهد نوعا جديدا من قائمة الحيوانات المستأنسة سواء المرباة للاستهلاك من بينها الدواجن (أنفلونزا البط ـ انفلونزا الاوز. الخ) أو المرباة بغرض النقل أو التسلية ولكن هذا العام تجاهل سوق الدواجن هذا النوع من الشائعات لانه تعود علي الأسوأ والأكثر من ذلك وبالتالي لم يتأثر السوق وزادت الأسعار عكس المتوقع.
وبالرغم من ارتفع الأسعار وزيادة نشاط سوق الدواجن إلا ان المربي أو العاملين في مجال الدواجن يترقبهم صمت وتخوف كبير من مفاجآت هذه الصناعة وبدأت اسئلة كثيرة ماذا سوف يحدث غدا هل سوف يستمر الوضع في تحسن ام الأمور سوف تتغير كالعادة كلما تتحسن الأمور تظهر مفاجآت لذلك دعنا نتحدث سريعا عن مخاوف المربين والعاملين في هذه الصناعة التي جمعتها من خلال الاحصائية لهذا العام.
ماذا بعد.
من معطيات السوق لهذا العام فإنه متوقع زيادة في الأسعار ومتوقع ارباح جيدة للمربين ولكن رغم ذلك يوجد بعض العاملين في صناعة الدواجن لديهم نظرة تشاؤمية ان صح التعبير حيث أغلبهم يحمل بداخله تخوفا من القرارات التي قد تصدر ضد مصلحة الصناعة وذلك يرجع للاحداث الماضية حيث تم أخذ قرارات الإعدام لمزارع كثيرة ومنع نقل الطيور الحية مما انعكس علي تهريبها وسط الجبال مثل الممنوعات وإجبار المزارع علي إرسال الطيور للمجازر التي لم تعط عائدا جيدا للمربي وبالتالي زادت خسارته وكانت أوقاتا عصيبة ودائما ما ينتظر المربي ماذا سوف يحدث ويفاجأ بمثل هذه القرارات التي ما زالت عالقة في ذهنه حتي الآن وتزيد من مخاوفه تجاه المستقبل الذي لا يمكن التكهن به وتوقع أحداثه ومن أهم القرارات الجديدة التي لم تلق قبولا من العاملين بمجال الدواجن والمتخصصين في الجهات البحثية هو قرار نقل المزارع الي الأراضي الاستصلاحية الجديدة في الصحراء والبعد عن المناطق السكنية هذا القرار له انعكاسات وجوانب كثيرة أهمها.
هذا القرار قد يتسبب في خروج كثير من المربين عن مجال التربية في الدواجن وذلك لأن عملية بناء والحصول علي تراخيص وتكاليف البناء مرة أخري سوف تستغرق وقتا بالإضافة أن الاراضي المتاحة للمربي قد تكون بعيدة عن مسكنه مما يضعف من قراره في الاستمرار في هذا المجال وبالطبع سوف يؤثر ذلك علي السوق حيث المتوقع ان تقل أسعار الكتاكيت نتيجة عدم وجود طلب عليها وبالتالي سوف تقوم الشركات بتقليل اعداد الكتاكيت كما فعلت سابقا وبالتالي سوف ينعكس علي أعداد الطيور المتاحة في السوق وتزداد الأسعار وتحدث الفجوة ويبدأ الاستيراد من الخارج شحنات من الدواجن المجمدة لسد الفجوة او الاعتماد علي الشركات الي الاتجاه في انتاج الكتاكيت المربين الذين ما زالوا في السوق والجزء الأخر تقوم به الشركات داخل عنابرها وبالتالي يحافظون علي مستوي الانتاجية في السوق وهذا ما يحدث الآن. الشركات كما هو معروف من قبل بها مزارع تسمين بالإضافة للأمهات هدفها الرئيسي تربية الكتاكيت بها في حالة الزيادة من الكتاكيت وعدم بيعها ولكن تطور الأمر الآن لدخول الشركات فى التربية وذلك لضمان استمرارها في السوق.
ونلاحظ هذا القرار انعكس علي السوق في نهاية 2009 حيث انخفض سعر الكيلو الحي نسبيا عن السعر الحالي وذلك بسبب تردد الأراء المختلفة حول القرار مما زاد من مخاوف المربي وجعل المربي يبيع بسعر منخفض خوفا من سرعة تنفيذ القرار وبالطبع الفضل لذلك التجار الوسطاء صائدى والشائعات واسغلالها بشكل جيد وبالتالي ظهرت جوانب بسيطة قبل تنفيذ هذا القرار ولكن لا يعرف أحد ماذا سوف يحدث غدا ولم تظهر جوانب هذا القرار بعد حيث ان الوضع الحالي علي الساحة هاديء نسبيا ولم تنشط فعالية القرار بعد وكأنها تحتاج الي من يشعل فتيل هذا القرار لينفجر بمفاجآت عديدة مثل التي عانى منها المربون سابقا وهذا ما يجعل المربين في حالة صمت وترقب شديد للسوق بالرغم من نشاط وحركة في سوق الدواجن ويطرحون نفس التساؤل ماذا تحمل الأيام القادمة في جعبتها لهذه الصناعة التي عانت كثيرا وكثيرا وما زالت مستمرة وتحاول النهوض مجددا كسابق عهدها.
الخلاصة.
من وقائع السوق السابقة تعرضت هذه الصناعة لفترات كان بها شبه استقرار وسرعان ما طرح المربي سؤالا ماذا سوف يحدث غدا وسرعان ما يأتيه الجواب من قرارات اتخذت وسببت خسائر كثيرة لعدم وجود استعداد وبدائل كافية لتنفيذ القرارات مما انعكس علي حدوث خلل باستمرار في السوق وذلك لأن أغلب القرارات التي تصدر تنفذ بسرعة بدون وضع خطة جيدة لتنفيذها بشكل جيد وهذا ما يقلق العاملين بمجال الدواجن ويطرح سؤالا ماذا تحمل الأيام القادمة لصناعة الدواجن.؟
ماذا قبل.
بدأ موجة الأحداث قبل 17 فبراير حيث بدأ انتشار الفيروس (أنفلونزا الطيور) فى العالم وكنا فى مصر مراقبين فقط للأحداث العالمية قبل أن نتصدر هذه الأحداث وقبل ظهور الفيروس فى مصر زادت الشائعات خاصة من التجار الوسطاء لاستغلال الفرصة وشراء الطيور بأسعار منخفضة من صاحب المزرعة وليس الوسطاء فقط بل بدأت الإعلام بحملات الرعب ضد الفيروس وليس للتوعية الجيدة فى بادئ الأمر مما أثر على المستهلك وتراجعت الأسعار بشكل سيء جدا وحدثت بداية الخسائر لكثير من المربين والشركات وبعد استمرار الأحداث العالمية للفيروس وعدم ظهوره فى مصر أطمئن الناس لعدم وجود فرصة لظهور الفيروس نتيجة أن مناخ مصر يكون حارا أغلب فترات السنة هذا ما تردد على لسان كثيرين وبالتالى لا توجد فرصة لظهور الفيروس ولم يتم اتخاذ أى احتياطات ضد الفيروس وبدأت الأسعار فى الزيادة مرة أخرى ودخول مصر فى فصل الشتاء ولكن سرعان ما أفصحت أيام الشتاء عما تحويه فى طياتها وأخرجت أولى مفاجآتها لصناعة الدواجن وبدأ الإعلان عن ظهور فيروس أنفلونزا الطيور فى مصر وكانت أكبر ضربة تعرضت لها صناعة الدواجن وترتبت أحداث كثيرة مرت على سوق الدواجن سوف أعرضها بشكل سريع.
بمجرد بدء إعلان أول حالة تم الكشف عنها فى الجيزة ساعد ذلك على إطلاق الرعب داخل المستهلكين الكامن منذ فترة وأنتشرت حالة من الرعب العام وأنعكس ذلك بشكل قوى على سوق الدواجن وشهدت هذه الفترة أحداث كثيرة مرت على سوق الدواجن سوف أعرضها بشكل سريع.
بمجرد بدء إعلان أول حالة تم الكشف عنها فى الجيزة ساعد ذلك على إطلاق الرعب داخل المستهلكين الكامن منذ فترة وانتشرت حالة من الرعب العام وانعكس ذلك بشكل قوى على سوق الدواجن وشهدت هذه الفترة أحداثا كثيرة بدأت بالآتى.
تم التخلص من الطيور الحية بإلقائها فى الشوارع من بعض الأهالى فى القرى ولم تكن هناك أسعار للطيور الحية فقد وصل ديك رومى يزن أكثر من 8 كيلو سعر 9 جنيهات للديك وليس الكيلو ولو صبر المستهلك لأخذه مجانا. كما تم إعدام كثير من المزارع والكتاكيت داخل الشركات لعدم وجود سوق لها. وانخفضت أسعار العلف حيث وصل طن الذرة حوالى 780ـ 820 جنيها وطن العلف الجاهز وصل إلى 1000 إلى 1200 جنيه على الأكثر.
ولكن مع دخول موسم شم النسيم وبدأ الجو الحار وانخفضت أعداد الطيور بشكل ملحوظ ولم يوجد الديك الرومى بـ9 جنيها بل أصبح بالكيلو حيث بدأ بـ10 جنيه ووصل الـ20 جنيهات الضعف وزادت أسعار الدواجن بشكل مضاعف عن المعتاد وزادت حركة الدواجن نتيجة انخفاض أعدادها وتناثرت الشائعات أنه لا يوجد أساس للفيروس وأنها مجرد زوبعة فسرها البعض أنها من مصلحة أشخاص لإدخال لقاح أنفلونزا الطيور الصينى والبعض فسرها بأنها فرصة لبعض المستثمرين لتسويق شحنات من الدجاج البرازيلى المجمد وتنوعت الشائعات ولكن زادت أسعار الدواجن بشكل سريع يعادل سرعة هبوطها وبنهاية الصيف وبداية الشتاء بدأ كالمعتاد سيناريو مكرر ولكن صاحبه صمت وترقب من كل العاملين بمجال الدواجن وتراجعت الأسعار مرة أخرى وشهدت هذه الفترة أحداثا كثيرة وكان أول مظاهر هذه الأحداث خلل كبير فى سوق الدواجن ومن أهم مظاهر هذا الخلل ارتفاع فى أسعار العلف 3ـ 4 أضعاف أسعار العام الأول بعد أحداث انفلونزا الطيور مما سبب خللا كبيرا نتيجة زيادة تكلفة الكيلو الحى وفى نفس الوقت انخفاض فى أسعار الكيلو الحى عند التسويق ومع نهاية الشتاء وبدء الصيف خاصة للإعداد لأهم دورة تسمين فى العام من قبل المربى وهى دورة شهر رمضان الكريم حدثت زيادة كبيرة جدا فى أسعار العلف والكتاكيت وفى نفس الوقت زادت أسعار الكيلو الحى حيث أتذكر كمثال كان سعر البط المسكوفى قد وصل إلى 20ـ 22 جنيها من المزرعة ليس المستهلك ورغم تلك التكاليف المرتفعة لم تحقق الربح الكبير المتوقع بل إن بعض المربين ذوو الإمكانيات الضعيفة مع التربية فى أوقات الصيف شديدة الحرارة تعرضوا لمشاكل فى الدورة ونتجت عنها خسارة قليلة أو نفس التكلفة بالرغم من ارتفاع أسعار الدواجن وانتهى العام الثانى وبدأ العام الثالث وتكرر نفس السيناريو مع دخول الشتاء ولكن ما أضيف لهذا العام هو وصول كتكوت التسمين الأبيض 7.5ـ 8.0 جنيهات ووصل سعر كتكوت البط المسكوفى عمر يوم 16 جنيها ولم تتغير أسعار العلف كثيرا وأصبحت المخاطرة كبيرة نتيجة زيادة تكاليف دورة التسمين بالرغم من ارتفاع سعر الكيلو الحى إلا أن العائد كان قليلا ومع استمرار المربين فى الدواجن ظهر كابوس جديد وهو أنفلونزا الخنازير والذى ظهر فى قمة التكاليف المرتفعة لدورة التسمين والكيلو الحى وبالتالى انخفضت أسعار الدواجن بشكل سريع وتسببت فى خسائر للمربين الذين دخلوا السوق أثناء التكاليف المرتفعة وباعوا بأسعار منخفضة وشهد السوق خللا جديدا من زيادة التكاليف وانخفاض الكيلو الحى.
وعادت الأسعار فى الارتفاع وبدأ انخفاض نسبى فى أسعار العلف وتحسن سوق الدواجن فى صيف 2009 أى بعد مرور 3 أعوام على أحداث 17 فبراير وفى نهاية 2009 وبداية عام الشتاء الجديد وبداية عام جديد وهو عام 2010 تعددت المفاجأت لصناعة الدواجن ويتضح ذلك من خلال إحصائية العام الجديد لأسعار سوق الدواجن.
ماذا الآن.
مع بداية عام 2010 وبداية فصل الشتاء كان المتوقع انخفاضا فى أسعار الكيلو الحى والكتاكيت ولكن هذا العام فاق كل التوقعات لأن بداية هذا العام شهد طفرة مرتفعة فى سوق الدواجن على عكس ما هو متوقع من هذا العام وفى إحصائية أسعار السوق التى تمت فى نهاية شهر فبراير لمنتصف شهر مارس أظهرت العديد من المفاجآت والتى بدأت كالآتى:ـ
هذا العام لم يصاحبه انخفاض فى سعر الكيلو الحى مقارنة بالعام الماضى حيث نلاحظ أسعار الكيلو الحى للتسمين الأبيض تتراوح ما بين 10ـ 11 جنيها من المزرعة والأسعار فى زيادة مستمرة مقارنة بالعام الماضى حيث وصل السعر إلى 8.5 جنيه وكان فى طريقه للهبوط وصل سعر الكيلو الحى من البط المسكوفى إلى 12 جنيها العام الماضى ولكن هذا العام بدأ بـ16 جنيها للكيلو الحى وهكذا مع بقية الدواجن الأسعار للكيلو الحى لم تنخفض ولكن استمرت فى الزيادة فى أحرج أوقات السنة ظلت الأسعار مرتفعة لهذا العام ولكن استمرت فى الزيادة فى أحرج أوقات السنة ظلت الأسعار مرتفعة لهذا العام ولكن ماذا عن باقى سوق الدواجن هذا العام لم يشهد ارتفاعا كثيرا فى أسعار العلف مقارنة بالعام الماضى فنلاحظ سعر طن العلف بادئ تسمين وصل إلى 2360 جنيها العام الماضى أما هذا العام وصل إلى 2470 جنيها لهذا العام وفى طريقه للانخفاض فى سعر العلف أى أن أسعار العلف لم تتغير كثيرا وأيضا سعر طن الذرة الصفراء وصل هذا العام إلى 1420 جنيها أما العام الماضى وصل إلى 1330 جنيها فى نفس التوقيت ونفس الأسعار فى باقى خامات العلف لم تتغير كثيرا ويلاحظ اتجاه أسعار العلف إلى الانخفاض هذا العام ليتساوى مع العام الماضى.
أما بالنسبة لأسعار الكتاكيت هذا العام مشابهة للعام الماضي حيث لم تنخفض أسعار الكتاكيت وكانت الأسعار تتراوح ما بين 4.5ـ 5.75.
لكتكوت التسمين الأبيض لهذا العام أما العام الماضي وصل إلي 4.5 جنيه واتجه للزيادة وسعر كتكوت البط المسكوفي هذا العام وصل إلي 12 جنيها علي عكس العام الماضي وصل الي 8.5 جنيه في نفس التوقيت ودائما ما نلاحظ في العامين الأخير ارتفاعا في اسعار الكتاكيت بل الحد الادني لكتكوت التسمين 4.5 جنيه علي عكس الأعوام السابقة ويرجع ذلك إلي أن الشركات المنتجة للكتاكيت بأنواعها المختلفة تعلمت الدرس جيدا وخفضت إنتاجها حتي لا يحدث فائض في الكتاكيت ويتم إعدامه وبالتالي خسارة كبيرة لذلك خفضت الشركات من انتاجها وذلك ليزداد عليها الطلب والحجز لفترة طويلة للكتاكيت داخل الشركة أفضل من حدوث فائض فينخفض السعر أو إعدام جزء من الكتاكيت لذلك لاحظنا العام الماضي انخفاضا لأسعار الكيلو الحي ولكن لم ينخفض سعر الكتاكيت لذلك لاحظنا العام الماضي انخفاض لأسعار الكيلو الحي ولكن لم ينخفض سعر الكتكوت كما هو متوقع وذلك راجع لخضوع أسعار الكيلو الحي أكثر للعرض والطلب من قبل المستهلك أما الكتاكيت فهي تخضع للعرض والطلب من قبل المربين أصحاب مزارع كلفتهم مبالغ لشرائها أو بنائها وأصبح المربون يورثون هذه المهنة لأبنائهم لذلك لا بديل لهم إلا أن يستمروا في هذه الصناعة لكي يحققوا مكاسب لتعوض الفترات الماضية وبالتالي لم ينخفض سعر الكتاكيت كثيرا ومع ارتفاع اسعار الكيلو الحي شجع ذلك المربين الذين استكانوا فترة عن السوق وظلوا مراقبين فقط وعند ارتفاع أسعار الكيلو الحي شجع ذلك علي دخول السوق مما أدي الي زيادة الطلب علي الكتاكيت وبالتالي زيادة الأسعار.
هذا العام ظهرت نكتة جديدة ظهور نوع من أنواع الأنفلونزا وهي أنفلونزا الماعز والعام السابق أنفلونزا الخنازير وان كل عام سوف يشهد نوعا جديدا من قائمة الحيوانات المستأنسة سواء المرباة للاستهلاك من بينها الدواجن (أنفلونزا البط ـ انفلونزا الاوز. الخ) أو المرباة بغرض النقل أو التسلية ولكن هذا العام تجاهل سوق الدواجن هذا النوع من الشائعات لانه تعود علي الأسوأ والأكثر من ذلك وبالتالي لم يتأثر السوق وزادت الأسعار عكس المتوقع.
وبالرغم من ارتفع الأسعار وزيادة نشاط سوق الدواجن إلا ان المربي أو العاملين في مجال الدواجن يترقبهم صمت وتخوف كبير من مفاجآت هذه الصناعة وبدأت اسئلة كثيرة ماذا سوف يحدث غدا هل سوف يستمر الوضع في تحسن ام الأمور سوف تتغير كالعادة كلما تتحسن الأمور تظهر مفاجآت لذلك دعنا نتحدث سريعا عن مخاوف المربين والعاملين في هذه الصناعة التي جمعتها من خلال الاحصائية لهذا العام.
ماذا بعد.
من معطيات السوق لهذا العام فإنه متوقع زيادة في الأسعار ومتوقع ارباح جيدة للمربين ولكن رغم ذلك يوجد بعض العاملين في صناعة الدواجن لديهم نظرة تشاؤمية ان صح التعبير حيث أغلبهم يحمل بداخله تخوفا من القرارات التي قد تصدر ضد مصلحة الصناعة وذلك يرجع للاحداث الماضية حيث تم أخذ قرارات الإعدام لمزارع كثيرة ومنع نقل الطيور الحية مما انعكس علي تهريبها وسط الجبال مثل الممنوعات وإجبار المزارع علي إرسال الطيور للمجازر التي لم تعط عائدا جيدا للمربي وبالتالي زادت خسارته وكانت أوقاتا عصيبة ودائما ما ينتظر المربي ماذا سوف يحدث ويفاجأ بمثل هذه القرارات التي ما زالت عالقة في ذهنه حتي الآن وتزيد من مخاوفه تجاه المستقبل الذي لا يمكن التكهن به وتوقع أحداثه ومن أهم القرارات الجديدة التي لم تلق قبولا من العاملين بمجال الدواجن والمتخصصين في الجهات البحثية هو قرار نقل المزارع الي الأراضي الاستصلاحية الجديدة في الصحراء والبعد عن المناطق السكنية هذا القرار له انعكاسات وجوانب كثيرة أهمها.
هذا القرار قد يتسبب في خروج كثير من المربين عن مجال التربية في الدواجن وذلك لأن عملية بناء والحصول علي تراخيص وتكاليف البناء مرة أخري سوف تستغرق وقتا بالإضافة أن الاراضي المتاحة للمربي قد تكون بعيدة عن مسكنه مما يضعف من قراره في الاستمرار في هذا المجال وبالطبع سوف يؤثر ذلك علي السوق حيث المتوقع ان تقل أسعار الكتاكيت نتيجة عدم وجود طلب عليها وبالتالي سوف تقوم الشركات بتقليل اعداد الكتاكيت كما فعلت سابقا وبالتالي سوف ينعكس علي أعداد الطيور المتاحة في السوق وتزداد الأسعار وتحدث الفجوة ويبدأ الاستيراد من الخارج شحنات من الدواجن المجمدة لسد الفجوة او الاعتماد علي الشركات الي الاتجاه في انتاج الكتاكيت المربين الذين ما زالوا في السوق والجزء الأخر تقوم به الشركات داخل عنابرها وبالتالي يحافظون علي مستوي الانتاجية في السوق وهذا ما يحدث الآن. الشركات كما هو معروف من قبل بها مزارع تسمين بالإضافة للأمهات هدفها الرئيسي تربية الكتاكيت بها في حالة الزيادة من الكتاكيت وعدم بيعها ولكن تطور الأمر الآن لدخول الشركات فى التربية وذلك لضمان استمرارها في السوق.
ونلاحظ هذا القرار انعكس علي السوق في نهاية 2009 حيث انخفض سعر الكيلو الحي نسبيا عن السعر الحالي وذلك بسبب تردد الأراء المختلفة حول القرار مما زاد من مخاوف المربي وجعل المربي يبيع بسعر منخفض خوفا من سرعة تنفيذ القرار وبالطبع الفضل لذلك التجار الوسطاء صائدى والشائعات واسغلالها بشكل جيد وبالتالي ظهرت جوانب بسيطة قبل تنفيذ هذا القرار ولكن لا يعرف أحد ماذا سوف يحدث غدا ولم تظهر جوانب هذا القرار بعد حيث ان الوضع الحالي علي الساحة هاديء نسبيا ولم تنشط فعالية القرار بعد وكأنها تحتاج الي من يشعل فتيل هذا القرار لينفجر بمفاجآت عديدة مثل التي عانى منها المربون سابقا وهذا ما يجعل المربين في حالة صمت وترقب شديد للسوق بالرغم من نشاط وحركة في سوق الدواجن ويطرحون نفس التساؤل ماذا تحمل الأيام القادمة في جعبتها لهذه الصناعة التي عانت كثيرا وكثيرا وما زالت مستمرة وتحاول النهوض مجددا كسابق عهدها.
الخلاصة.
من وقائع السوق السابقة تعرضت هذه الصناعة لفترات كان بها شبه استقرار وسرعان ما طرح المربي سؤالا ماذا سوف يحدث غدا وسرعان ما يأتيه الجواب من قرارات اتخذت وسببت خسائر كثيرة لعدم وجود استعداد وبدائل كافية لتنفيذ القرارات مما انعكس علي حدوث خلل باستمرار في السوق وذلك لأن أغلب القرارات التي تصدر تنفذ بسرعة بدون وضع خطة جيدة لتنفيذها بشكل جيد وهذا ما يقلق العاملين بمجال الدواجن ويطرح سؤالا ماذا تحمل الأيام القادمة لصناعة الدواجن.؟
No comments:
Post a Comment